مطار بيروت الدولي – متى يأتي الحل؟

يبدو ان التوقعات بأن يكون صيف لبنان 2023 واعداً، قد اصابت.

فالتقديرات الأولية تؤكّد قدوم أكثر من مليون ونصف مليون سائح ومغترب خلال الصيف الى لبنان.

إلّا ان هذه التقديرات ظلّت رهينة انعدام التخطيط، ولم تتبلور أي اجراءات مجدية لاستيعاب هذه الأرقام، بحيثُ يتمّ استقبال الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي بازدحام وفوضى.

وقد تبين ان هذا الازدحام هو ناتج عن شحّ في عديد موظفي المطار من جهة، وحاجة نظامه المعلوماتي إلى تحديث وصيانة من جهة اخرى، مما دفع المديرية العامة للأمن العام إلى ابتكار وسائل أخرى لتأمين انتظام العمل واستمرارية المرفق العام ولو بوتيرة أبطأ وفق تصريح المدير العام.

وبالرغم من التحديات البنيويّة والاعباء المالية التي ترخي بثقلها على كافة الأجهزة الأمنية والمدنية في مطار رفيق الحريري الدولي، الا انه لا بد من الإشادة بالجهود التي تبذل لتداركها او تخفيف وطأتها.

تستنكر شبكة القطاع الخاص اللبناني اشد الاستنكار مستوى الاهمال المستشري الذي أصاب مطار رفيق الحريري الدولي بالرغم من ارتفاع اسعار بطاقات السفر، غير المبرر، من والى لبنان على خطوط طيران الشرق الأوسط  وتدعو وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الاشغال العامة وجهاز امن المطار وشركة طيران الشرق الأوسط ووزارة السياحة وكافة الجهات المعنية الى العمل سريعا على معالجة  المشاكل البنيويّة  التي ترافق وصول السواح و المغتربين، خاصة انه يعوّل أهمية خاصة على قدوم المغتربين من أصول لبنانية لا بقائهم  على تواصل مع وطنهم الام، كما انه يشكل حبل نجاة ولو قصير من المأزق النقدي الذي يعاني منه لبنان لا سيما و ان "دولارات " السياحة المتوقع ضخها  تناهز الـ 6 مليارات في 2023 ، مما سيخفّض من تدخّل مصرف لبنان في السوق للجم الدولار الذي مضى على استقراره شهران.

فالتراخي والتقصير المتواصلين من الجهات المعنية المذكورة أعلاه وغيرها من الإدارات العامة حصرت حركة الملاحة في مطار واحد فقط واهملت مطار القليعات وغيره، دون ان تستدرك ضرورة حسن سيره. وعليه، فانه يتوجب على هؤلاء تبني مجموعة حلول قصيرة المدى فورية. ونذكر منها على سبيل المثال زيادة الجهاز البشري العامل في المطار واللازم لتأمين حسن سير دخول وخروج المسافرين ضمن إجراءات تنظيمية تحاكي مفهوم الممارسات الفضلى. وقد يكون ايضاً جزء من هذه الحلول الممكنة الحالية تحديث نظام المطار المعلوماتي وتطويره واستئجار طائرات إضافية موسمية او توقيع اتفاقيات " الأجواء المفتوحة " لتخصيص رحلات بأسعار تذاكر سفر مخفضة، مع التأكيد ان القطاع الخاص على استعداد تام للتعاون مع الدولة ومؤسساتها لمساندتها ومساعدتها تقنياً وادارياً لتطوير حلول طويلة الامد ومستدامة.

Previous
Previous

BEIRUT INTERNATIONAL AIRPORT – ANY PROPSPECT OF A SOLUTION?

Next
Next

بيان حول الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية