حياد لبنان واجب وطني
اللبنانيون قلقون وهم بأغلبيتهم يرفضون استدراجهم إلى حرب يقررها أي طرف غير الهيئات الدستورية، لا بفتوى شرعية ولا بقوة أمر الواقع ولا انفاذ ًا لقرار خارجي.
نعم لبنان بخطر كبير اذا ُز ّج في الحرب الدائرة حالي ًا بين اسرائيل وغزة ؛ فهو لا يملك في الوقت الحالي القدرة على توفير الحد الأدنى من الاغاثة لشعبه إثر الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي الكبير الذي أصابه وما زال يتفاعل معه.
ليس للبنان مقومات للصمود اذا حصلت هذه الحرب، لا على صعيد امكانيات وجهوزية الدفاع المدني أو هيئة الإغاثة، ولا من حيث مخزون المواد الاولية ولا الملاجئ غير المؤهلة أصلاً فلا قدرة له على تأمين أي من حاجات شعبه الاساسية. وليس للبنان إمكانيات إعادة الاعمار من بعدها.
فالحرب لو حصلت...
إمكانية حصار بحري و ب ّري و جوي مطبق. كيف يتم الاستيراد والتصدير؟ وكيف يمكن تأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والأساسية. كيف ُي َؤ ّمن الطحين بعد تدمير إهراءات مرفأ بيروت ومعها احتياطي القمح الاستراتيجي؟
كيف ستستقبل المستشفيات الجرحى والمصابين؟ أين مخزونها من المعدات، من المستلزمات والأدوية؟ من سيتحمل كلفة علاجهم؟ من ُيداوي مرضى السرطان وغسيل الكلى وسائر الامراض المزمنة؟
كيف سيتم التعامل مع مشكلة النزوح الداخلي اللبناني لا سيما و أن أزمة اللجوء السوري لم يتم معالجتها بعد وهي تتفاقم؟
من سيقوم بإعادة بناء كافة البنى التحتية الحيوية كالمطار والجسور او تلك الخدماتية بعد قصفها ؟ فالدولة غائبة ومفلسة. والدول المانحة ُتنذر بالفم الملآن:„لا تذهبوا إلى الحرب„.
كيف يمكن التعافي اقتصاديا وماليا واجتماعيا؟ ستتوقف الدورة الاقتصادية ويتقلص الانتاج وينعدم الاستهلاك و ُتغلق الشركات والمؤسسات، و ُيس ّرح الموظفين ويهاجر من تبقى من أدمغة.
سنخسر جيلاً لن يعود قادر ًا على متابعة دراسته أو عمله. من سيعوض له شبابه وأحلامه؟.
فالحرب لو حصلت س ُتنهي ما تبقى من لبنان
انشبكةالقطاعالخاصاللبنانيُتحّملكلمنهوفيموقعقرارمسؤوليته ليقوم بكافة الجهود اللازمة لتجنيب لبنان ويلات حرب ليست في مصلحته الوطنية ولا في مصلحة شعبه.
يتوجب على كل معني ان يتحمل مسؤولياته أمام شعبنا والتاريخ.
حياد لبنان واجب وطني.